عودة
تبدأ الرواية بعودة المهندس خالد زهران إلى بلده مصر بعد غياب 29 عامًا قضاها في أوروبا ، نعيش مع أفكاره وأحاسيسه من خلال الفلاش باك، فنشعر بمعاناته لفقدانه ابنه عند اختطافه منذ أكثر من 23 عامًا في بريطانيا ، ونعيش معه قصة حبه مع امرأة من نساء بلده تدعى إيمان سالم، تعرف عليها بعد انفصاله من زوجته الأولى، وعاش معها في رومانسية حالمة لم يذقها من قبل، وعلى الرغم من صدق المشاعر وحدتها لدى الطرفان .. الا أن اختلافهما في المباديْ والعقائد أدى إلى نهاية أجمل فصة حب .. ورغم كل محاولاته للنسيان إلا أنه لم يستطع أن ينسى أجمل نساء الأرض في عينيه.
ويمر العُمر وما زال خالد فى رحلة البحث عن ابنه في كل مكان يظن أنه سوف يجده فيه ، إلا أنه كان يعود في كل مرة مع مخبره بخفي حنين.
وفي مصر يتواصل خالد مع أصدقائه القدامي وجارته التي شغفها حبًا في الماضي البعيد ، وفي يوم يدق على بابه من لم يكن يتوقعه حتى في أحلامه.
سطور من الرواية
تركت الغرفة مسرعا! كل كياني يتمزق لفراقها ... أحلى جزء في قد مات!
قادتني قدماي إلى الشاطئ أمام المستشفى، وبدأت العاصفة تشتد والأمطار تسيل بغزارة، لم أشعر بكل هذا!!فكانت نيران الغضب بداخلى تفوق قسوة البرودة.
ثم بدأت أتساءل، من أين أتت إيمان بهذه القوة التي كانت تستقبل بها الموت! إنها قوة تذكرني بأبي عندما استقبل خبر استشهاد أخي، لقد أدهشنى كثيرا حين قال .. الحمدلله لقد رُدت الأمانة! ومنّ علي ربي وأصبحت أبا للبطل! ما هذه القوة التي يتزود بها المؤمنون؟
ثم هل يعقل أن يكون هذا مصيرها ... وهي الجمال والوداعة والرقة ! أن تتوارى تحت التراب، أبهذه البساطة، تسدل الستار على إنسانة عاشت لتحب وتعطي! وهل يعقل أن تستوي امرأة مثل إيمان بامرأة مثل باربرا في نهاية المطاف! أين العدل في هذا، أين العدل فى هذا! وإذا لم يكن في هذه الدنيا عدل، إذن من أودع فينا حب العدل ...
قلت بصوت عالٍ
- مين زرع حب الخير جوانا !! مين زرع الضمير!
وفجأة وجدت الجواب! في عمق البحر وتلاطم الأمواج، في صوت الرعد، في جوف السماء! يا لها من لحظة رهيبة! ارتعدت، وارتعد كل شئ بداخلي ... و كأني أسمع صوت جدي يتلو قوله تعالى: ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى
أجل...
لقد عرفته ...
سقطت على الأرض أبكي من هول ما عرفت!
إنه الله!